Monday, May 7, 2018

أصنامًا و تماثيل

أعتقد أنني سهوًا تمنّيت، أو توقّعت، أنني اذا ما وصلتُ إلى مرحلة ما من النضج، أو تعدّيت وقتًا ما، أو تقبّلت قدر ما تقبّلت من ماضيّ، فإنني سوف أجد نفسي بعيدةً عن نفسي القديمة، أو أنّ ماضيّ لن يعودَ جزءًا منّي. 
سهوًا..
و لا يزالُ خوفي قائمًا، كحاكمٍ جائر. يصرخ بقلبي؛ أزيلوا كل هذا الحُطام! أزيلوه فلا أعود أرى أية أثر. 
خوفي..من أحكامهم ، من الحكم المؤبّد الذي صنعوه لي، و عشته و صدّقته. 
تجسّدوا بداخلي، حتّى صُنعَ لهم أصنامًا و تماثيلَ، أدورُ حولها، و لا تزالُ بعد كلّ هذه السنين..قائمة. 
و ها أنا أقف الآن..تماثيلٌ قائمة مُحاطةٌ بتماثيلٍ أخرى محطّمة..أفرك عيناي. 
أحقيقةٌ هي أم وهم؟ 
منذ متى، و كم مضى على وجودها ؟ 
و أحكّ رأسي..أين كنت و أين صرت..أم أنني واقفةٌ في مكاني ..أم أنني قد أمضيتُ كل هذا الوقت أدور في دوائر مفرغة..
لا أعلم. 




ضياع الصوت

يموت الكلام. 
تغور الكلمات. 
يُطأْطِأُ الشعور تحت الإيمان بالعدل الإلهي. 
أعلم، و أؤمن، لكن هل ذلك يستلزم موت القدرة على التعبير ؟ 
مشاعر. كاشتعال ثمّ انطفاء لشعلة نار. 
تشتعل، تنير و تكبُر، ثم تضيع و تختفي. 
يضيع الصوت. 
و بدل أن يَحِلّ في القلب معنى أجمل، سكينة، أو أمل..أو أيّ شيء..تغيب كل المعاني عن قلبي، و يتسمّر مكانه، منتظرًا..متسرنمًا. 
6-4-2018

لونٌ باهت


أشعر أنني لونٌ بَهُتَ من كثرة تعرّضه للشمس. 
أظنّ أنّ الاكتئاب -كعادته- يتسلّل إليّ دون انتباهي. 

هيَ هنا. أمقتُها. 
أشعر بكلماتها الغير مصرّح بها؛ تؤذيني، تحاصرني، تدفع بي خارج نفسي. لأن نفسي غيرَ كافية، غير جيّدة، غير مقبولة. 
أنا لونٌ باهت. 
أشعر بذلك الشعور الأشبه باللاشعور.
عدم الانتماء. 
الحزن الغائر الغائص، ضائعٌ بداخلي، لا أستطيع الإمساك ببدايته حتى أشعر به. 
أصعب أنواع الحزن هي تلك التي تمسك بنا و لا نعلم كيف نمسك بها. 
تفتكّ بنا دون علمنا. 
تأكلنا من الداخل. 
أراني أضيع في مثل هذه الحالات. لأن الحزن أكبر من الموقف، لذلك فهو يبتلعني كلّي..و أضيع به. 
يبتلعني لانه لا يستطيع الخروج. 
22-3-2018