Saturday, November 18, 2017

مرحبا..أنا أجرب الكتابة بالعربية.

ظهر الخير.
الجو اليوم يوحي بالهدوء و الاستماع لما في دواخلك, و الكتابة, و تفقد مدونة قريبة من الروح كمدونة هيفاء القحطاني.
مسرورة جدا أنني ذهبت إلى ورشة العمل التي ألقتها. سعيدة أنني وجدت هذه الانسانة الملهمة..من بلدي. و أنني وجدت مدونتها أيضا أمر رائع. 
صرت أشعر بأن الكتابة بالعربية ربما هي الأقرب لقلبي..ولكني أخشى أني لا أجيدها. و لكن ها أنا أجرب. 
أحببت الطريقة الجديدة التي أبدأ بها يومي..مع أني جربتها أمس و اليوم فقط. 
لاحظت أن عدم تفقد وسائل التواصل الاجتماعي بتاتا, و تفقد فيديو يوتيوب يحرك المخ بدلا عن ذلك. يعطي ذلك إحساسا مريحا طوال اليوم..بصدد أنك لا تتفقد طيلة اليوم عدا ما أنت في حاجة له فعلا. 
وجدت نفسي أقرب إلى نفسي. و أوثق بنفسي, و أوثق بتناغمي الخاص في كيفية إمضاء يومي, و نغم الدراسة الخاص بي ..بعيدا عن إحساس الضغط و الحاجة إلى الطيران لمسابقة الزميلات اللواتي معي. 
و اليوم..الجو أصعدني إلى مستوى أعلى. أتخيل أعماق روحي بعيدا عن الطب..كبحيرة وردية اللون..لا يزورها الكثير..و لا يعلم الكثير عن مدى عمقها و دفئها (ولا حتى أنا) 
بحيرة داخل فوهة جبل. هذا ما أشعر به بعيدا عن عجلة الحياة في الطب. 
العمق و الهدوء و الدفء..و الانصات لأصغر الأصوات..همسات..جو غائم..استشعار بالحياة كلها كما هي..بلا تجزؤ..بوزنها كاملة..بجمالها و بشاعتها..و يكمن الجمال في أخذها كلها كما هي. 
أعلم أني قد أبدو كأني أتكلم عن أشياء لا معنى لها..لكني أحاول وصف نفسي بعيدا عن العالم. ياسمين كما أراها أحيانا في ظهر يوم سبت غائم..
مقررة أن تكتب و تنصت فضلا عن الجري و اللهث. 
أقول حقا أني مندهشة بهذه الكلمات التي تخرج مني. لفترة طويلة جدا أحسست أني فقدت القدرة على الكتابة. أحسست أني كبرت جدا, و بسرعة جدا, ففقدت الأشياء في نظري أسباب الكتابة عنها. كثير من الأشياء اصبحت بديهية و لا تستهويني للحديث عنها.
 لربما هو الرضا..ولا أعني أن أغتر بذلك..لست متأكدة أصلا. الرضا عن الحياة كما هي. جوع القلب و الروح. قسوة الحياة و افتقاد العطف. عدم القدرة عن التعبير عن النفس للأشخاص الذين هم معنا يوميا. إحساس عدم الانتماء لما نفعله. و لمن هم حولنا.
و لربما هو إحساس الانتظار..فترة انتقالية..دوما في انتظار أن يتغير شيئا ما..أو أن أصل إلى بر ما. 
ربما..على أية حال أنا مسرورة أني أكتب الان و بالعربية. 
لطالما كتبت بالانجليزية. لدرجة أن صوت مخي بالانجليزية في أغلب الوقت..ما عدا مؤخرا فقط. بدأت أشعر أن العربية تفوز. 
أود الاخبار بأني استخرت قبل الكتابة هنا. لأني أعلم أنها ستأخذ من وقت الدراسة. 
الخيرة هي اذا..أن أسمع صوتي بالعربية لأول مرة منذ سنوات عدة. 
أحبه. يمثل جزءا في لا أعلم كيف أصل له أو ان أعبر عنه. 
أتذكر أني كتبت قطعة أدبية بالعربية عندما كنت في الابتدائية. 
و أتذكر إنكار عائلتي..كانوا غير مصدقين أني استطعت كتابة شيء بهذا العمق و بهذه الكآبة. 
أتذكر أنها كانت عن الصوت الداخلي لطفل مشوه..يتكلم عن نظرات الناس القاسية..و وصف ذلك بسهام تكسر مرايا و ما إلى ذلك. حتى أعطيكم فكرة فقط. 
لطالما كان هذا العمق أمرا أعاني منه لقول الحقيقة.
و لا أقول أني أعاني أكثر من بقية الناس في إيجاد أشخاص أو طرق أحس فيها بالانتماء و التفهم لأعماقك..
أرى أن الكل يعاني من ذلك إلى حد ما. 
في صداقة حميمية فائتة..كانت صديقتي تعاني من -كما تصف هي- مدى تعقيدي، و كان ذلك يشعرني  الرفض. و كأن فوهة الجبل يجب طمرها و دفنها. و لا أحد يودها أو يقدّر وجودها. 
لا ألومها. نحن أشخاص مختلفون جدا. تعلمنا أن الصداقة كان يجب إعادة هيكلتها و وضع نظام جديد فيما بيننا. 
لم نكن نستطيع أن نكون بهذا القرب. لم نستطع أن نحب بعضنا البعض كما نحن بالضبط..بدون التهجم و الرغبة في تغيير ما لا يعجبنا في بعضنا.
و تبقى فوهة الجبل في انتظار من يأتي لينصت لصوت الرياح تعاكس الفتحة في الأعلى, و لتأمل سطح البحيرة الوردية. 
و لا أقصد في ذلك رجل. حتى لا يتم سوء الفهم هذا. 
أنا لا أؤمن أن الحياة يجب أن تظل ناقصة إلى أن نجد "شريك الحياة". كلا. 
نحن كمجتمع وصلنا بأنفسنا إلى هذا الفهم الخاطئ.
بعيدون جدا عن أنفسنا و ما نحب و ما نود فعله في حياتنا. بعيدون جدا عن أصدقائنا و أقاربنا و جيراننا. 
نقنع أنفسنا أننا لا نتحمل أي مسؤولية للبحث عما يملأ قلوبنا و يشبع جوعنا..للصعود بعلاقاتنا إلى مستويات من القرب و الوصل و الاحتواء و التفهم. ثم نرمي بذلك الحمل كله على الزوج المستقبلي.
من الذي قال أن الحياة هكذا..و أن الحب هكذا..أشخاص معوقون اجتماعيا و شخصيا و معرفيا بأنفسهم ..غارقون في الوهم و عدم الوعي. 
كنت في فترة من حياتي كمراهقة أصدق هذه الترهات. كنت أشاهد الأفلام الأمريكية و أصدقهم. 
و لكن أحمد الله أنني أفهم غير ذلك الان. 
ثم بعد ذلك..لم نحصر "شراكة الحياة" هذه فقط في الرجل/المرأة. لم لا نتشارك مع هواياتنا..أخواتنا..كتبنا..مدوناتنا المفضلة..الأدب..الفن..حيواناتنا الأليفة..أصدقائنا المقربون. 
أنا لا أقول أن هذه الأشياء تعوض عن علاقة الزوجين, و لكن أقول أن الحياة يمكن ملؤها بالجمال و جعلها غنية و حيوية بأكثر من طريقة أخرى. 
حسنا..انتهت ال750 كلمة, لأنني قررت أن أبدأ تجربتي المتواضعة في موقع
 750words.com 
شكرا على حسن الاستماع :)


Image source: Archillect 

No comments:

Post a Comment