Friday, December 29, 2017

أذكّر قلبي

مساء الخير.
أنا جئت إلى هنا..مع أنني أشعر بالتعب و بأن جسمي في حاجة إلى النوم بشدة. 
و لكن أحسست أن بداخلي بعضا مما أريد تدوينه.

أنا أعترف أنني لا أجيد جبر الخواطر. 
فقدت السيطرة اليوم و لم أستطع تمالك أعصابي و أخطأت في موقف ما. 
أبكيتها.
أحسست أنني وحش. 
ما بين الحينة و الأخرى يحب الوحش الذي بداخلي أن يذكرني بأنه هناك. 
نعم..
خضت اليوم اختبار الهيئة..6 ساعات من عصر الدماغ 
هرمونات الكورتيزول قررت اليوم أن تبدأ يومها بشكل مبكر أكثر من المعتاد: الساعة الرابعة فجرا :) 
صحوت..و لم أستطع العودة للنوم.
صحوت من لا شيء.
صحوت في منتصف حلم أقرب للحقيقة..تلك الحالة التي تكون بين الاستيقاظ و النوم.
صحوت و أنا أرى شابان جالسان على أريكة..أظن أن واحدًا منهما كان يرتدي بدلة خردلية اللون. 
واحدا منهم هو الذي رأيته بوضوح أكثر من الاخر.
 كان وسيما. مبتسما. 
و كان في وجهه سلام يوحي بأن ما يفعله هو شيء طبيعي جدا.
شيء مقرر، كما هو طبيعي أن تجري الأنهار في مساراتها المقررة لها. 
كان هذا الشاب ات لخطبتي. 
صحوت في منتصف هذه "الرؤية". ليست رؤية بالمعنى الأساسي للكلمة، و لكن أقصد أنني صحوت و أنا أرى ذلك

قرأت اليوم آيتين .
احتضنت الاية الأولى قلبي بشكل لم أعهده من قبل..جلبت لي شعور طمأنة.. 
(بيدك الخير)
هذه فقط. سبحانك يا الله. هذا ما أحاول إخبار نفسي به و تقوية قلبي به..
ثم قرأت آية أخرى 
عن سيدنا زكريا و السيدة مريم 
يتسائلان..كيف يارب! كيف يحدث ما نتمناه و الأسباب ضد ذلك..
و يخبرهم الله أنه هو عليه هين
كذلك الله يفعل ما يشاء..
كان سيدنا زكريا كهلا و زوجته عاقر
و كانت السيدة مريم غير متزوجة
ما بي اذًا أشعر بالخوف من إدخال الأمل على قلبي..
أخاف جدا..
ما الفرق اذا بين الأمل و الوهم ؟ 
و هل هناك تدرجات في الأمل..هل يجب أن آمل و لكن بحدود ؟
و هل اذا أنا أمِلت و لكن بقيت متذكرة الأسوأ..هل ذلك يجعلني آملة حقا ؟ 
لا أدري..

غدا أعود إلى الدوام..لوهلة عندما انتبهت إلى حقيقة أنني سأذهب إلى الدوام لأول مرة منذ أشهر من دون حملي لملزمة الأسئلة..واو..ياللحرية. 
عاهدت نفسي أن أنخرط قدر المستطاع في قراءة الكتب حالما أنتهي من الاختبار. 
أريد أن أغوص..أن أنسى. . 
أرجو ألا أكون بذلك أهرب من مواجهة وجوب الرضا بمكاني في حياتي..
يبدو أنني أريد أن أمتطي سجادة الكتب السحرية و أسافر عبر البلاد..
يارب..ارحم ضعفي.. أنا أحاول أن أساعد نفسي..
أحيانا يكون سماحنا لأنفسنا أن نحزن هو أقرب للرضا. 
أدرك ذلك أحيانا.
إرادة الله تطغى. 
أبكي قليلا و لكن أذكر قلبي بأن الله يريد لي الأفضل و أنه لا يريدني أن أعاني و أنه معي و يرى قلبي و يرى ما أعانيه. 

الجو لطيف جدا. 
تلقيت مكالمة قصرة لطيفة للتو من صديقتي..كانت تطمأن علي و على اختباري..
لم أتوقع اتصالها أبدا. 
لا أدري إن كنت أنا فقط من يلاحظ البعد الجديد في صوتي أم تلاحظه هي أيضا. 
أخبرتني أنها فخورة بي. و أخبرتها أنني أيضا فخورة بها جدا. و أحسست في أثناء حديثي أنني أعيش الشعور لأول مرة بحق:شعور الفخر.
 و كأن الاحساس كان ميتا حتى نطقت به. 
دوما ألاحظ ذلك.. أن الحكايا و التجارب التي أمر بها تكون ميتة ولا تصبح حقيقية في داخلي و حية فعلا حتى أتحدث بها..ياللعجب. 
أتمنى أن تصبح الكتابة مخرجا لي حتى أعيش بشكل أفضل. 
حتى أعيش بقلبي و روحي كليا ما عشته بجسدي و حواسي. 
تصبحون على خير.
لك الحمد يا الله على الألطاف الصغيرة التي نحن في أشد الحاجة إليها. 

22-11-2017

No comments:

Post a Comment