Friday, December 29, 2017

ترصٌد الألطاف

مساء الخير. 
صحوت اليوم من غفوة طويلة بشعور يشبه الرغبة في الموت. 
هكذا هي الغفوات تخوننا أحيانا. 
السبب يعود غالبا إلى كوني لم أنم جيدا الليلة الماضية. النوم لدي مسألة حياة أو موت. لا مجال للنقاش في ذلك. 
أخبرتني صديقتي بالأمس أنها تشعر بأنها رأت جانبا مختلفا مني عند قرائتها لكتابتي بالعربية.
أخبرتها بأنني أشعر بالشيء ذاته. تذكرت عندما كانوا يخبروننا في المدرسة أن اللغة من الهوية. لم تكن مبالغة على ما يبدو.
إني أشعر بأنني وجدت بداخلي عالما جديدا..له طعم مختلف تماما عما عهدته فيّ. 
ربما يجدر بي أن أكتب عن التغيّر الذي حصل في حياتي بعد الحج. 
لا أعلم أذلك بسبب أن الحج المبرور جزاؤه الجنة..و باعتبار أن حجي كان مبرورا -بإذن الله- فذلك يعني أن حياتي ستتغير حتى تصبح مشابهة لحياة شخص ذاهب إلى الجنة. 
أرجو أن لا تخطئوا فهمي..أرجو ألا أتحدث كمن يعتقد أن له من الله صكًا لدخول الجنة..ياللسخرية. 
و لكن هذه فقط محاولات إحسان ظنٍ في الله و محاولات فهم السبب وراء حدوث هذا التغيّر في حياتي.
السبب الاخر الذي يطرأ لي هو استجابة الدعوات. دعوت بكل ما أريد. دعوت دعاء المستغيث. كنت أشعر وقتها حقًا أنّي على شفا 
فقدان جزء مني. على شفا اليأس. 
فعلا تغيرت حياتي كثيرا. . 
 أصبحت بعد الحج أستحضر في ذهني، كلما حدث أمر جيد في حياتي، أن ذلك قد يكون استجابة لدعوة. 
لطف الله هكذا..يأتي في أشكال خفية. و أنا أحب محاولة ترصد ألطافه بي. و إحسان الظن دوما.
و من ألطافه صدفة.
صدفة أن أجد الڤيديو في يوتيوب الذي أتعلم منه شيئا ما يسمى ال Bullet Journaling. 
و أرى فيما بعد كم لها من أثر على إحساسي بالاستقرار، و الاستقلالية، و الثبات، و بأنني طبيعية. 
أحب جدا كم لها من أثر في مساعدتي بالاقتناع بحاجتي لقضاء وقت ممتع..لأنني أعاني من ذلك. دوما أشعر بأنني لا أستحق ذلك.
أتذكر منذ أيام المتوسطة..الهوس الذي لدي بالرغبة في إمضاء كل وقتي في شيء مفيد. أشعر بالشلل إن رأيت أنني أقضي وقتي فيما لا يُستٓحق. 
و في الأشهر القليلة الفائتة، و مع وعيي المتزايد بمدى قلقي، صار من الواضح جدا أنه فعلا أمر يجب أن أغير نظرتي له. إمضاء الوقت في أمور غير مفيدة ممتعة هي حاجة حقيقية. 
و المذكرة هذه ساعدتني على الاقتناع بذلك تماما. 
أحببت أن يكون باستطاعتي أن أرى الشهر كله أمامي. الماضي و الحاضر و المستقبل كله في مكان واحد. 
و عندما يتبين لي كم أنا في حاجة لإمضاء الوقت في أمر ممتع، نظرا لأني لم أفعل ذلك منذ أسبوع كامل مثلا..يصبح في مقدوري التمتع بذلك الوقت من دون الإحساس بالذنب، و من دون أن ينشغل ذهني بأنني من المفترض أن أكون أفعل شيئا آخر أكثر أهمية. 
و بالتالي يتحصل لدي الحضور الكامل و صفاء الذهن و راحة البال. 
كم نحن ضعفاء..و كم أنت كريم يارب. 
أمر اخر ساعدني جدا هو كتاب أخبرتني عنه أخصائيتي النفسية. 
به جدول يعلمك كيف ترصد أفكارك المغلوطة في الأوقات التي تشعر بأنك تغرق في مشاعرك. و يريك أين المشكلة..حتى تتعلم كيف تفكر بطريقة أفضل و تصبح مشاعرك غير زائدة عن حدها أو غير منطقية و مفهومة. 
أحسست أنني عالمة أكتشف شيئا عظيما يخفى على البشرية. 
أفكارنا تتحكم بنا فوق ما يمكننا تخيله. و أحيانا تتولد لدينا أفكارا خاطئة منذ الصغر ولا ندرك مدى بعدها عن الصحة. 
ممتنة جدا لهذه الأداة الرائعة. فحمدا لله على ذلك. 

19-11-2017

No comments:

Post a Comment