Friday, December 29, 2017

معجزةٌ صغيرة

مساء النور.
لقد كنت اليوم على موعد مع رسالة رائعة و هبة من الله. 
بعد أن استأذنت من الدكتور للخروج من العيادة لأخذ راحة قصيرة، صعدت إلى الطابق الثالث و جلست أقرأ. 
أخبرتني سارة بأنها ذاهبة إلى المستشفى..ذهبت معها مع أنني لم أكن مخططة لذلك. 
و هناك قابلت صديقتين عزيزتين..حاملتان الرسالة من الله . 
لماذا أحسست بذلك ؟ لأن ما فعلته صديقتي كان غريبا..
كوننا غير قريبين من بعضنا إلى هذه الدرجة؛ أحسست أن ما فعلته لم يكن ليكون إلا إلهاما من عند الله. 
بدأ الموضوع بالسؤال المعتاد..ما التخصص الذي تريدينه. 
أخبرتها أنني حائرة، لا أعلم إن كنت أريد أن أختار الأنف و الأذن أم علم الأمراض للشهر الاختياري في شهر إبريل القادم. 
كانت متفاجأة من كلا الخيارين. 
و لمدة ساعة تقريبا، قامت هي بإحضار ورقة فارغة و بدأت بكتابة جميع تخصصات الطب التي يمكن أن تخطر على البال، و سألتني عن كل تخصص..ماذا سيحدث لو تخصصتي في هذا..
و كنت أجيب أن هذا مثلا سيجعلني بائسة بسبب الساعات الطويلة للدوام و هكذا.. 
استعرضنا كل ما كنت أفكر به. 
أخبرتها عن الطب التكميلي. 
ما أعجبني فيها أنها سألتني فورا..هل ذلك واقعي..أين ستعملين..ما الواجب عمله حتى يمكنك الوصول إلى ذلك. 
وضعتني فورا على أرض الواقع. 
أحسست أنها ترى كل شيء بوضوح. و كان لديها أسئلة رائعة!
سألتني أولا السؤال المعتاد..ما الذي تبحثين عنه في مستقبلك. 
 أخبرتها عن الساعات و ضغط العمل والتدريس و العلم ذاته و التعامل مع المرضى. 
ثم بعد ذلك طلبت مني أن أذكر لها اسم طبيب/ة أعجَب به/ا، و ما السبب في إعجابي.. 
و ذلك جعلني أستعرض الصفات التي أرجو أن أقتنيها إذا ما تواجدت في التخصص المناسب. 
جعلتني أستبعد الأنف و الأذن لأنه كما تقول صعب جدا من ناحية ساعات العمل. 
و جعلتني أفكر في الأشعة العلاجية..و الطب النفسي.. و طب العائلة. 
و ما هو أهم من ذلك..أنها جعلتني أفكر بالأسئلة المهمة التي غفلت عنها.
كان لقاءا أشبه بمعجزة صغيرة. 
يا لكرمك يا الله.
أما عن صديقتي هذه، أود لو أفهمها.
مع أنني لا أشعر أننا قريبتان من بعضنا البعض، و مع ذلك فحضنها هو أقوى حضن أتلقاه من جميع صديقاتي. 
لا أفهم كيف ترى الصداقة..يا ترى كيف رأت هي ما فعَلَته لي اليوم..هل رأته كما رأيته أنا؟ 
في عينيها بعدا ما..و صمتها لا أفهمه. 
هو ينبع من الحكمة، ذاك شيء مؤكد. 
تنفعل عندما تتحدث. 
تنظر حولها بسخرية كثيرا.. أو ربما ليست سخرية..لا أعلم. سخرية الواقع. و البديهي. 
البعد في عينيها لا يحوي مرارة..ولا حساسية. 
هي حرة جدا. 
تعلم ما تريد حقا. 
ذكية و قوية. 
هذا ما أعلمه.
ستقود يوما، و ستكون رائعة في ذلك.

27-11-2017

أذكّر قلبي

مساء الخير.
أنا جئت إلى هنا..مع أنني أشعر بالتعب و بأن جسمي في حاجة إلى النوم بشدة. 
و لكن أحسست أن بداخلي بعضا مما أريد تدوينه.

أنا أعترف أنني لا أجيد جبر الخواطر. 
فقدت السيطرة اليوم و لم أستطع تمالك أعصابي و أخطأت في موقف ما. 
أبكيتها.
أحسست أنني وحش. 
ما بين الحينة و الأخرى يحب الوحش الذي بداخلي أن يذكرني بأنه هناك. 
نعم..
خضت اليوم اختبار الهيئة..6 ساعات من عصر الدماغ 
هرمونات الكورتيزول قررت اليوم أن تبدأ يومها بشكل مبكر أكثر من المعتاد: الساعة الرابعة فجرا :) 
صحوت..و لم أستطع العودة للنوم.
صحوت من لا شيء.
صحوت في منتصف حلم أقرب للحقيقة..تلك الحالة التي تكون بين الاستيقاظ و النوم.
صحوت و أنا أرى شابان جالسان على أريكة..أظن أن واحدًا منهما كان يرتدي بدلة خردلية اللون. 
واحدا منهم هو الذي رأيته بوضوح أكثر من الاخر.
 كان وسيما. مبتسما. 
و كان في وجهه سلام يوحي بأن ما يفعله هو شيء طبيعي جدا.
شيء مقرر، كما هو طبيعي أن تجري الأنهار في مساراتها المقررة لها. 
كان هذا الشاب ات لخطبتي. 
صحوت في منتصف هذه "الرؤية". ليست رؤية بالمعنى الأساسي للكلمة، و لكن أقصد أنني صحوت و أنا أرى ذلك

قرأت اليوم آيتين .
احتضنت الاية الأولى قلبي بشكل لم أعهده من قبل..جلبت لي شعور طمأنة.. 
(بيدك الخير)
هذه فقط. سبحانك يا الله. هذا ما أحاول إخبار نفسي به و تقوية قلبي به..
ثم قرأت آية أخرى 
عن سيدنا زكريا و السيدة مريم 
يتسائلان..كيف يارب! كيف يحدث ما نتمناه و الأسباب ضد ذلك..
و يخبرهم الله أنه هو عليه هين
كذلك الله يفعل ما يشاء..
كان سيدنا زكريا كهلا و زوجته عاقر
و كانت السيدة مريم غير متزوجة
ما بي اذًا أشعر بالخوف من إدخال الأمل على قلبي..
أخاف جدا..
ما الفرق اذا بين الأمل و الوهم ؟ 
و هل هناك تدرجات في الأمل..هل يجب أن آمل و لكن بحدود ؟
و هل اذا أنا أمِلت و لكن بقيت متذكرة الأسوأ..هل ذلك يجعلني آملة حقا ؟ 
لا أدري..

غدا أعود إلى الدوام..لوهلة عندما انتبهت إلى حقيقة أنني سأذهب إلى الدوام لأول مرة منذ أشهر من دون حملي لملزمة الأسئلة..واو..ياللحرية. 
عاهدت نفسي أن أنخرط قدر المستطاع في قراءة الكتب حالما أنتهي من الاختبار. 
أريد أن أغوص..أن أنسى. . 
أرجو ألا أكون بذلك أهرب من مواجهة وجوب الرضا بمكاني في حياتي..
يبدو أنني أريد أن أمتطي سجادة الكتب السحرية و أسافر عبر البلاد..
يارب..ارحم ضعفي.. أنا أحاول أن أساعد نفسي..
أحيانا يكون سماحنا لأنفسنا أن نحزن هو أقرب للرضا. 
أدرك ذلك أحيانا.
إرادة الله تطغى. 
أبكي قليلا و لكن أذكر قلبي بأن الله يريد لي الأفضل و أنه لا يريدني أن أعاني و أنه معي و يرى قلبي و يرى ما أعانيه. 

الجو لطيف جدا. 
تلقيت مكالمة قصرة لطيفة للتو من صديقتي..كانت تطمأن علي و على اختباري..
لم أتوقع اتصالها أبدا. 
لا أدري إن كنت أنا فقط من يلاحظ البعد الجديد في صوتي أم تلاحظه هي أيضا. 
أخبرتني أنها فخورة بي. و أخبرتها أنني أيضا فخورة بها جدا. و أحسست في أثناء حديثي أنني أعيش الشعور لأول مرة بحق:شعور الفخر.
 و كأن الاحساس كان ميتا حتى نطقت به. 
دوما ألاحظ ذلك.. أن الحكايا و التجارب التي أمر بها تكون ميتة ولا تصبح حقيقية في داخلي و حية فعلا حتى أتحدث بها..ياللعجب. 
أتمنى أن تصبح الكتابة مخرجا لي حتى أعيش بشكل أفضل. 
حتى أعيش بقلبي و روحي كليا ما عشته بجسدي و حواسي. 
تصبحون على خير.
لك الحمد يا الله على الألطاف الصغيرة التي نحن في أشد الحاجة إليها. 

22-11-2017

ترصٌد الألطاف

مساء الخير. 
صحوت اليوم من غفوة طويلة بشعور يشبه الرغبة في الموت. 
هكذا هي الغفوات تخوننا أحيانا. 
السبب يعود غالبا إلى كوني لم أنم جيدا الليلة الماضية. النوم لدي مسألة حياة أو موت. لا مجال للنقاش في ذلك. 
أخبرتني صديقتي بالأمس أنها تشعر بأنها رأت جانبا مختلفا مني عند قرائتها لكتابتي بالعربية.
أخبرتها بأنني أشعر بالشيء ذاته. تذكرت عندما كانوا يخبروننا في المدرسة أن اللغة من الهوية. لم تكن مبالغة على ما يبدو.
إني أشعر بأنني وجدت بداخلي عالما جديدا..له طعم مختلف تماما عما عهدته فيّ. 
ربما يجدر بي أن أكتب عن التغيّر الذي حصل في حياتي بعد الحج. 
لا أعلم أذلك بسبب أن الحج المبرور جزاؤه الجنة..و باعتبار أن حجي كان مبرورا -بإذن الله- فذلك يعني أن حياتي ستتغير حتى تصبح مشابهة لحياة شخص ذاهب إلى الجنة. 
أرجو أن لا تخطئوا فهمي..أرجو ألا أتحدث كمن يعتقد أن له من الله صكًا لدخول الجنة..ياللسخرية. 
و لكن هذه فقط محاولات إحسان ظنٍ في الله و محاولات فهم السبب وراء حدوث هذا التغيّر في حياتي.
السبب الاخر الذي يطرأ لي هو استجابة الدعوات. دعوت بكل ما أريد. دعوت دعاء المستغيث. كنت أشعر وقتها حقًا أنّي على شفا 
فقدان جزء مني. على شفا اليأس. 
فعلا تغيرت حياتي كثيرا. . 
 أصبحت بعد الحج أستحضر في ذهني، كلما حدث أمر جيد في حياتي، أن ذلك قد يكون استجابة لدعوة. 
لطف الله هكذا..يأتي في أشكال خفية. و أنا أحب محاولة ترصد ألطافه بي. و إحسان الظن دوما.
و من ألطافه صدفة.
صدفة أن أجد الڤيديو في يوتيوب الذي أتعلم منه شيئا ما يسمى ال Bullet Journaling. 
و أرى فيما بعد كم لها من أثر على إحساسي بالاستقرار، و الاستقلالية، و الثبات، و بأنني طبيعية. 
أحب جدا كم لها من أثر في مساعدتي بالاقتناع بحاجتي لقضاء وقت ممتع..لأنني أعاني من ذلك. دوما أشعر بأنني لا أستحق ذلك.
أتذكر منذ أيام المتوسطة..الهوس الذي لدي بالرغبة في إمضاء كل وقتي في شيء مفيد. أشعر بالشلل إن رأيت أنني أقضي وقتي فيما لا يُستٓحق. 
و في الأشهر القليلة الفائتة، و مع وعيي المتزايد بمدى قلقي، صار من الواضح جدا أنه فعلا أمر يجب أن أغير نظرتي له. إمضاء الوقت في أمور غير مفيدة ممتعة هي حاجة حقيقية. 
و المذكرة هذه ساعدتني على الاقتناع بذلك تماما. 
أحببت أن يكون باستطاعتي أن أرى الشهر كله أمامي. الماضي و الحاضر و المستقبل كله في مكان واحد. 
و عندما يتبين لي كم أنا في حاجة لإمضاء الوقت في أمر ممتع، نظرا لأني لم أفعل ذلك منذ أسبوع كامل مثلا..يصبح في مقدوري التمتع بذلك الوقت من دون الإحساس بالذنب، و من دون أن ينشغل ذهني بأنني من المفترض أن أكون أفعل شيئا آخر أكثر أهمية. 
و بالتالي يتحصل لدي الحضور الكامل و صفاء الذهن و راحة البال. 
كم نحن ضعفاء..و كم أنت كريم يارب. 
أمر اخر ساعدني جدا هو كتاب أخبرتني عنه أخصائيتي النفسية. 
به جدول يعلمك كيف ترصد أفكارك المغلوطة في الأوقات التي تشعر بأنك تغرق في مشاعرك. و يريك أين المشكلة..حتى تتعلم كيف تفكر بطريقة أفضل و تصبح مشاعرك غير زائدة عن حدها أو غير منطقية و مفهومة. 
أحسست أنني عالمة أكتشف شيئا عظيما يخفى على البشرية. 
أفكارنا تتحكم بنا فوق ما يمكننا تخيله. و أحيانا تتولد لدينا أفكارا خاطئة منذ الصغر ولا ندرك مدى بعدها عن الصحة. 
ممتنة جدا لهذه الأداة الرائعة. فحمدا لله على ذلك. 

19-11-2017

Sunday, November 19, 2017

عبث!

أتساءل لم نحاول عبثا إثبات شيء غير حقيقي. أننا مثلًا نتذكر أحرف كل جينات هذه الأمراض التي لا ندرك منها الا القليل، و ربما لم نرها حقا في حياتنا أبدا. 
ما الخلل..لم هي هكذا الاختبارات دائما. لم دائما ينتهي الحال أن تشعرني بالعجز. تشعرني أن العلم أمر لابد فيه من التوتر الأبدي و الجري و التسابق.
كيف نصل بذلك إلى الحكمة. 
كيف يصل هذا العلم الذي نبتلعه كما نفعل مع دواء مر..كيف يصل إلى أجوافنا فعلا ليبقى..ولا يتطاير لحظة خروجنا من قاعة الاختبار.
نحبس أنفاسنا و نبتلع و نبتلع و نبتلع..
نفعل ذلك لأيام بل لأسابيع حتى ننهي الاختبار..
ثم هل يتجرأ أحدهم أن يتوقع منا تذكر أيا مما "ابتلعناه"؟ كلا..ابتلعناه و مرّ و انتهى الأمر هكذا... 
أيفترض أن نعالج أناسًا و أرواحًا و نحن نعدو هكذا..
أكره النظام.
أكره التجريد من الحكمة..الذي يوحي إلينا أن الطبيب (المسمى قديما بالحكيم) هو أيّة شخص قادر على تذكر أكبر كم من المعلومات..
أو أي شخص قادر على حبس أنفاسه لمدة أطول. 
ياللعبث. 

Saturday, November 18, 2017

مرحبا..أنا أجرب الكتابة بالعربية.

ظهر الخير.
الجو اليوم يوحي بالهدوء و الاستماع لما في دواخلك, و الكتابة, و تفقد مدونة قريبة من الروح كمدونة هيفاء القحطاني.
مسرورة جدا أنني ذهبت إلى ورشة العمل التي ألقتها. سعيدة أنني وجدت هذه الانسانة الملهمة..من بلدي. و أنني وجدت مدونتها أيضا أمر رائع. 
صرت أشعر بأن الكتابة بالعربية ربما هي الأقرب لقلبي..ولكني أخشى أني لا أجيدها. و لكن ها أنا أجرب. 
أحببت الطريقة الجديدة التي أبدأ بها يومي..مع أني جربتها أمس و اليوم فقط. 
لاحظت أن عدم تفقد وسائل التواصل الاجتماعي بتاتا, و تفقد فيديو يوتيوب يحرك المخ بدلا عن ذلك. يعطي ذلك إحساسا مريحا طوال اليوم..بصدد أنك لا تتفقد طيلة اليوم عدا ما أنت في حاجة له فعلا. 
وجدت نفسي أقرب إلى نفسي. و أوثق بنفسي, و أوثق بتناغمي الخاص في كيفية إمضاء يومي, و نغم الدراسة الخاص بي ..بعيدا عن إحساس الضغط و الحاجة إلى الطيران لمسابقة الزميلات اللواتي معي. 
و اليوم..الجو أصعدني إلى مستوى أعلى. أتخيل أعماق روحي بعيدا عن الطب..كبحيرة وردية اللون..لا يزورها الكثير..و لا يعلم الكثير عن مدى عمقها و دفئها (ولا حتى أنا) 
بحيرة داخل فوهة جبل. هذا ما أشعر به بعيدا عن عجلة الحياة في الطب. 
العمق و الهدوء و الدفء..و الانصات لأصغر الأصوات..همسات..جو غائم..استشعار بالحياة كلها كما هي..بلا تجزؤ..بوزنها كاملة..بجمالها و بشاعتها..و يكمن الجمال في أخذها كلها كما هي. 
أعلم أني قد أبدو كأني أتكلم عن أشياء لا معنى لها..لكني أحاول وصف نفسي بعيدا عن العالم. ياسمين كما أراها أحيانا في ظهر يوم سبت غائم..
مقررة أن تكتب و تنصت فضلا عن الجري و اللهث. 
أقول حقا أني مندهشة بهذه الكلمات التي تخرج مني. لفترة طويلة جدا أحسست أني فقدت القدرة على الكتابة. أحسست أني كبرت جدا, و بسرعة جدا, ففقدت الأشياء في نظري أسباب الكتابة عنها. كثير من الأشياء اصبحت بديهية و لا تستهويني للحديث عنها.
 لربما هو الرضا..ولا أعني أن أغتر بذلك..لست متأكدة أصلا. الرضا عن الحياة كما هي. جوع القلب و الروح. قسوة الحياة و افتقاد العطف. عدم القدرة عن التعبير عن النفس للأشخاص الذين هم معنا يوميا. إحساس عدم الانتماء لما نفعله. و لمن هم حولنا.
و لربما هو إحساس الانتظار..فترة انتقالية..دوما في انتظار أن يتغير شيئا ما..أو أن أصل إلى بر ما. 
ربما..على أية حال أنا مسرورة أني أكتب الان و بالعربية. 
لطالما كتبت بالانجليزية. لدرجة أن صوت مخي بالانجليزية في أغلب الوقت..ما عدا مؤخرا فقط. بدأت أشعر أن العربية تفوز. 
أود الاخبار بأني استخرت قبل الكتابة هنا. لأني أعلم أنها ستأخذ من وقت الدراسة. 
الخيرة هي اذا..أن أسمع صوتي بالعربية لأول مرة منذ سنوات عدة. 
أحبه. يمثل جزءا في لا أعلم كيف أصل له أو ان أعبر عنه. 
أتذكر أني كتبت قطعة أدبية بالعربية عندما كنت في الابتدائية. 
و أتذكر إنكار عائلتي..كانوا غير مصدقين أني استطعت كتابة شيء بهذا العمق و بهذه الكآبة. 
أتذكر أنها كانت عن الصوت الداخلي لطفل مشوه..يتكلم عن نظرات الناس القاسية..و وصف ذلك بسهام تكسر مرايا و ما إلى ذلك. حتى أعطيكم فكرة فقط. 
لطالما كان هذا العمق أمرا أعاني منه لقول الحقيقة.
و لا أقول أني أعاني أكثر من بقية الناس في إيجاد أشخاص أو طرق أحس فيها بالانتماء و التفهم لأعماقك..
أرى أن الكل يعاني من ذلك إلى حد ما. 
في صداقة حميمية فائتة..كانت صديقتي تعاني من -كما تصف هي- مدى تعقيدي، و كان ذلك يشعرني  الرفض. و كأن فوهة الجبل يجب طمرها و دفنها. و لا أحد يودها أو يقدّر وجودها. 
لا ألومها. نحن أشخاص مختلفون جدا. تعلمنا أن الصداقة كان يجب إعادة هيكلتها و وضع نظام جديد فيما بيننا. 
لم نكن نستطيع أن نكون بهذا القرب. لم نستطع أن نحب بعضنا البعض كما نحن بالضبط..بدون التهجم و الرغبة في تغيير ما لا يعجبنا في بعضنا.
و تبقى فوهة الجبل في انتظار من يأتي لينصت لصوت الرياح تعاكس الفتحة في الأعلى, و لتأمل سطح البحيرة الوردية. 
و لا أقصد في ذلك رجل. حتى لا يتم سوء الفهم هذا. 
أنا لا أؤمن أن الحياة يجب أن تظل ناقصة إلى أن نجد "شريك الحياة". كلا. 
نحن كمجتمع وصلنا بأنفسنا إلى هذا الفهم الخاطئ.
بعيدون جدا عن أنفسنا و ما نحب و ما نود فعله في حياتنا. بعيدون جدا عن أصدقائنا و أقاربنا و جيراننا. 
نقنع أنفسنا أننا لا نتحمل أي مسؤولية للبحث عما يملأ قلوبنا و يشبع جوعنا..للصعود بعلاقاتنا إلى مستويات من القرب و الوصل و الاحتواء و التفهم. ثم نرمي بذلك الحمل كله على الزوج المستقبلي.
من الذي قال أن الحياة هكذا..و أن الحب هكذا..أشخاص معوقون اجتماعيا و شخصيا و معرفيا بأنفسهم ..غارقون في الوهم و عدم الوعي. 
كنت في فترة من حياتي كمراهقة أصدق هذه الترهات. كنت أشاهد الأفلام الأمريكية و أصدقهم. 
و لكن أحمد الله أنني أفهم غير ذلك الان. 
ثم بعد ذلك..لم نحصر "شراكة الحياة" هذه فقط في الرجل/المرأة. لم لا نتشارك مع هواياتنا..أخواتنا..كتبنا..مدوناتنا المفضلة..الأدب..الفن..حيواناتنا الأليفة..أصدقائنا المقربون. 
أنا لا أقول أن هذه الأشياء تعوض عن علاقة الزوجين, و لكن أقول أن الحياة يمكن ملؤها بالجمال و جعلها غنية و حيوية بأكثر من طريقة أخرى. 
حسنا..انتهت ال750 كلمة, لأنني قررت أن أبدأ تجربتي المتواضعة في موقع
 750words.com 
شكرا على حسن الاستماع :)


Image source: Archillect